د. ناهد قرناص تكتب: أمل كتبت

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس

صباحكم خير… د. ناهد قرناص

كتبت الصحفية (امل هباني) منشورا اسفيريا على صفحتها الشخصية ..فاقامت الدنيا ولم تقعدها ..وصارت تريند عالمي في ساعات قلائل ..الاسافير بمختلف اهتماماتها ..توقفت عن كل شئ الا مناقشة ما كتبته امل هباني..انا شخصيا لم آخذ المنشور بأهمية كبرى ..لسبب مهم جدا ..امل هباني ليست مؤسسة تشريعية ولا تنفيذية ..وما تكتبه على التايم لاين تبعها يخصها هي او يخص ذلك الذي يهتم لما تكتبه ..
المنشور الذي كتبته هذه المرة بالذات ..منشور (أشتر ) ..لا يتوافق مع الطبيعة الانسانية للانثى ..التي توجه مشاعرها لرجل واحد فقط ..ولا يمكنها توزيع قلبها بين عدة رجال ..فكرة تعدد الرجال ..فكرة غير منطقية لاي امراة سوية التفكير ..مهما اختلفت العقائد والديانات ..
لذلك لم اكتب هذا المقال لتفنيد ما كتبته امل هباني فقد كفاني الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي كلها هذا الشئ ..ولكن لأن لمبة عبقرينو لفتت نظري الى ردة الفعل الكبيرة التي صاحبت ما كتبته امل ..والتي تولى معظمها حملة الواي كروموسوم ..هذه المسيرة المليونية الاسفيرية ..اسعدت لمبة عبقرينو التي همست لي قائلة ..لماذا لا تستفيدي منها وتنادي في تلك الملايين وهم مجتمعون ..وتلفتي انظارهم الى قضايا مهمة جدا ..على سبيل المثال:
يا رجال العالمين ..تعاونوا معنا لايقاف زواج القاصرات ..القاصرات شنو ؟ قولوا الطفلات ..لان قانون الاحوال الشخصية في السودان يسمح بالزواج في سن العاشرة ..هذا قانون رسمي معمول به ..وليس منشور اسفيري احادي ..لا يأت احد ويقول لي ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة في ذات العمر ..هناك الف رد ..اقله ان الزمن غير الزمن وبنية النساء غير تلك في ذلك الزمن ..والاهم ان هناك اكثر من رواية باسناد صحيح ان عمر السيدة عائشة كان 17 او 18عاما ..واذا اتيحت لي الفرصة ربما نخصص مقالا لذلك ..و الاهم هو ..من هو ذلك الذي يشابه اخلاق النبي في هذا الزمن حتى تزوجوه ابنتكم التي لم يكتمل نموها بعد ؟؟
يا رجال العالمين تعاونوا معنا ..لاصدار قانون يمنع اي مأذون من عقد قران اي فتاة عمرها اقل من 18 عام ..تعاونوا معنا لايقاف زواج الطفلات والقاصرات ..
كل يوم نفقد ارواح ..فتيات تنتهي حياتهن في الولادة ..لأن عظام الحوض لم تكتمل ..لان رحمها لم يقدر على حمل وزن الجنين ..فتاة صغيرة ..لم تر من الحياة شيئا ..لم تجني ذنبا وقد تذهب روحها هدرا ..طالما كان هذا القانون قيد التداول ولم يتم الغاؤه.
يا رجال العالمين ..تعاونوا معنا لايقاف ما يسمى بالطلاق الغيبي ..لفظ الطلاق بيد الرجل فعلا ..لكن قرار الطلاق لابد ان يكون بالإتفاق او على الاقل باعلام الطرف الآخر ..لا يمكن ان يعطي قانون الاحوال الشخصية الحق للرجل في الطلاق في اي زمان ومكان دون وضع اي اعتبار للطرف الاخر ..وفي هذا الصدد ياما حدثت قصص ومآسي
إمرأة مصرية ذهبت لعمل إجراءات في مؤسسة حكومية ..كان عليها ابراز قسيمة الزواج للموظف ..الذي فاجأها بانها مطلقة منذ خمس سنوات ..زوجها الذي يقيم خارج البلاد طلقها واكمل إجراءات الطلاق وحمل قسيمة الطلاق معه ..اكمل جميع الإجراءات الرسمية ..الا اهم نقطة ..إخطار المسكينة التي قضت خمس سنوات وهي تربي اطفاله وتتابع دراستهم وتسهر على راحتهم ..
القصة اعلاه ..حدثت مثلها لاسرة سودانية في بلاد اوربية .. ..الرجل في مدينة اخرى ..ويأتي كل شهر لزوجته ام العيال ..لاحظت المرأة انه لا يقربها ..ويتعلل كل مرة بظرف او عذر ..لكنه ياكل ويشرب وملابسه يتم غسلها وترتيبها ..ويذهب محملا بالخبائز والفطائر ..بعد عدة اشهر ..حدثت مشادة بينهما ..صاحت: طلقني ..قال لها بكل برود (انت اصلا طلقانة) ..خرج وارسل لها القسيمة في اليوم التالي لتجد انه طلقها قبل ثمانية اشهر عندما ذهب الى السودان في اجازة وحيدا ..القسيمة موثقة من سفارة تلك البلاد في السودان.
القصص اعلاه غيض من فيض ..تبعات قوانين الاحوال الشخصية ..قانون مكتوب ملزم ويتم تنفيذه كل يوم ..على اثره تشردت اسر ..وضاعت أجيال ..هذه الاشياء التي نريد للتايم لاين ان يضج بها ..لالغائها ..او تعديلها ..لكن ما تكتبه امل او غيرها من افكار خاصة ..فهي لا تعد غير زوبعة في فنجان ستأخذ وقتها وتنتهي ..
يا رجال العالمين ..المنشورات الشخصية نالت حظها من الردم ..اقرعوا القوانين ..

تعليقات
Loading...