زهير الجزار يكتب :ماذا وراء الاكمّة..؟

الخرطوم :مرايا برس

يبدو ان(المزاد) الاقليمي والدولي هو الذي يقف عقبة امام تشكيل الحكومة  المرتقبة..وليس بالطبع  ان يكون الخلاف حول شكل الحكم  في السودان كيف يكون ،وانما من هو الشخص القادم الذي سيخدم مصلحة هذه الكتلة ..

وفي هذا الظرف المعقد كان على البرهان ان يسارع بقفل هذه الصفحة سريعا بتشكيل الحكومة ومؤسسات الدولة التشريعية .. 

فالشعب الان مجتزأ الى ثلاث فئات :

 فئة تأمل بعودة رموز الحكومة السابقة الى سدة الحكم مرة اخرى..

 وفئة تقف مع اصلاحات حركة اكتوبر 25 ..

 وفئة رمادية اللون وان كانت اقرب الى مزاج العسكريين..

ولكن السؤال الملح هل سيفي البرهان بوعده بعمل انتخابات في صيف سنة 23؟ .. 

بالطبع هذا سؤال كبير ولا يستطيع اي كاهن مهما بلغت درجة جلائه البصري في التحليل السياسي التنبؤ بالاجابة عليه ..وان كانت هنالك ملامح ( سيسي) آخر تتبدى في الافق السوداني  ..

ولكن حتى اذا اراد البرهان ان يستأثر بالحكم سيكون امامه حل واحد لا ثاني له ، وهو القبضة الحديدية وقطع شأفة معارضيه .

وهذه خطوة جريئة تحتاج (لقوة عين) .. 

ثم عسكري جسور ميت القلب لا ينظر ورائه ..واهم من ذلك احاطته برجال دولة فاعلين (ناس شغل )  .. 

ولا زلت عند رائي الذي كتبته حرفيا قبيل احداث اكتوبر 25 بأربعة ايام.. 

(وهو ان من يريد ان يقلب الحكومة  في هذا الظرف الاستثناائي عليه ان يكون عسكري استثنائي على شاكلة الذئب الرمادي كمال اتاتورك .. 

الا فلا داعي (للشحططة) ..

ولكن هل البرهان قادر ان يكون سيسي السودان ؟

يبدو هذا الامر صعب ولكنه ليس بمستحيل رغم التباين الحضاري والجيوبوليتكي بين مصر والسودان  .

فالجغرافية السياسية السودانية تختلف كثيرا عن مصر . اذ هنالك حدود مهترئة وصراعات قبلية وميلشيات وقوى حزبية كثيرة هائمة في الفضاء السياسي ..

فمصر حضاريا وسياسيا  متفوقة على السودان لا شك رغم انه لديها مشاكلها الطائفية التي تطفو على السطح بين الفينة والاخرى .. 

فخصوصية السودان وتركيبته العرقية والمجتمعية المعقدة تجعله ربما بحاجة لنبي مرسل وسياسي في ذات الوقت ..

فلا من تيار مصلح قادر ان يشتغل في بنية المجتمع والسياسة في ذات الوقت .

  ولا اريد الخوض في مدى نجاح الديموقراطية في البلدان الرعوية مثل السودان لان هذا موضوع آخر .. 

 ولكن  على البرهان ان يرتقى لمستوى وعده الذي قطعه مع الشعب حتى يجرب بنفسه مخرجات الحرية والديموقراطية في البلدان الرعوية ….

واذا اعتبرنا الفترة الانتقالية كانت عبارة عن  بروفة او (قيدومة) تتدرب فيها الاحزاب على تحمل القيم الليبرالية وآلية الحوار ..

فهل استطاعت هذه الاحزاب ان تؤسس لقاعدة حكم راشد .؟

ام ظلت تستنفد طاقتها في الصراعاتفيما بينها ( والردحي ) على طريقة الحواري والازقة .. 

قبل ان اترك للقارئ حرية الاجابة على هذه الاسئلة على ان انوه ان ازمة السودان السياسية لم تبدأ بعد..

فمعركته الوجودية مع نفسه على المحك مالم يتغير المسرح السياسي هذا العابث ..

تعليقات
Loading...