عادل عسوم يكتب : حكومة السودان الحقيقية، وتمكين الحزب الشيوعي.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس

عادل عسوم… حكومة السودان الحقيقية..وتمكين الحزب الشيوعي.

بحسب القرار 2524، فإن مهمة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة في الفترة الانتقالية في السودان (UNITAMS ) قد بدأت منذ الأول من كانون الثاني/يناير 2021، ولمدة 12 شهرا كمرحلة أولية، وتهدف بعثة المتابعة الأممية الجديدة ( يونيتامس) للمساعدة في تحول البلاد إلى حكم ديمقراطي، ودعم حماية وتعزيز حقوق الإنسان والسلام المستدام. وستدعم الوحدة أيضا عمليات السلام وتنفيذ اتفاقات السلام في المستقبل؛ مساعدة بناء السلام والحماية المدنية وسيادة القانون، لا سيما في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
بالإضافة إلى ذلك، كلف المجلس بعثة يونيتامس بدعم تعبئة المساعدة الاقتصادية والإنمائية وتنسيق عمليات المساعدة الإنسانية
وإدراكا لأثر جائحة كوفيد-19 على تقليص العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، فقد قرر مجلس الأمن إضافة شهرين إضافيين لولاية يوناميد التي كان من المقرر أن تنتهي في 31 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي. وبحسب القرار، فإن المكون العسكري والشرطي للبعثة سيبقى دون تغيير.
وقد صل رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان إلى الخرطوم، وهي البعثة المعروفة اختصاراً بـ«يونيتامس»، إنه ألماني الجنسية، واسمه فولكر بيرتس، وقد كان في استقباله رئيس اللجنة الوطنية للتنسيق مع البعثة (السفير عمر الشيخ)، معلناً بذلك بدء تنفيذ مهمة البعثة في السودان.
وبوصول فولكر بيرتس إلى الخرطوم، يكتمل وصول البعثة الأممية.
أدعوك أيها القارئ ان تعيد قراءة تفاصيل مهام هذه البعثة:
1- المساعدة على انتقال السودان إلى الحكم الديمقراطي.
2- دعم حماية وتعزيز حقوق الإنسان والسلام المستدام.
3- دعم عمليات السلام وتنفيذ اتفاقيته.
4- المساعدة على بناء الحماية المدنية وسيادة القانون في جميع أنحاء السودان، والتركيز على دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
5- دعم إيصال المساعدات الاقتصادية والإنمائية.
6- تنسيق عمليات المساعدة الإنسانية المقدمة للسودان.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل سوداني:
ماذا بقي لحكومة السودان لتفعله بعد أن تُسند كل هذه المهام إلى ىبعثة أممية يرأسها أجنبي؟!
لقد قال فولكر عقب وصوله إلى الخرطوم، إنه يتطلع لبدء العمل الرسمي لبعثته، وتسخير الدعم الفني والدبلوماسي الممكن لإنفاذ مهام البعثة، وذلك بالتشاور والتعاون والتنسيق التام مع جميع مؤسسات الحكم الانتقالي في السودان، و[على رأسها اللجنة الوطنية التنفيذية للتنسيق مع البعثة].
هل سأل أيما سوداني نفسه ماهي هذه اللجنة الوطنية (التنفيذية) للتنسيق مع البعثة؟!
متى تكونت؟!، وكيف تم إختيار أعضاءها وموظفيها؟!
وللعلم، في السادس من يوليو من العام الماضي، أصدر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قراراً شكل بموجبه لجنة لتنسيق أعمال بعثة «يونيتامس» برئاسة السفير عمر الشيخ الحسين، وتضم ممثلين عن وزارات الخارجية، والداخلية، والحكم الاتحادي، والمالية، إضافة إلى الاستخبارات العسكرية، وجهاز المخابرات العامة.
هذا خبر عام…
لكن الذي ينبغي الالتفات إليه:
ماذا عن بقية الوظائف العديدة المساندة لهذه اللجنة؟!
لقد أوضح السفير عمر الشيخ بأن البعثة بدأت أعمالها منذ شهرين، في أعقاب وصول كبير موظفيها ستيفين سكويرا، والقائمة بأعمال البعثة، ستيفاني خوري، موضحاً أنها ستسهم في التحول السياسي ووضع الدستور، وتنفيذ الوثيقة الدستورية، والتمهيد للانتخابات، وتحقيق السلام المصالحة في البلاد.
؟؟؟!!!
تخيلوا!!!
بعثة أممية ولجنة تتبع لها، من مهامهم وضع دستور لدولة إسمها السودان، وشنو كمان:
تنفيذ الوثيقة الدستورية!!!
بالله عليكم، ماذا بقي من سيادة هذا السودان؟!
بهذه التفاصيل فإن هذه البعثة واللجنة التابعة لها يراد لها أن تصبح الحكومة الفعلية للفترة الانتقالية،

هل سمعتم برئيس جهاز تنفيذي على وجه الأرض يقدم للشعب (مبادرة) وكأنه ناشط سياسي أو معارض للحكومة؟! ثم إن الفترة الإنتقالية ستصبح فترات لسنوات طوال، وليست فترة واحدة!. وسيصبح فولكر رئيسا للسودان، أسوة ب(بول بريمر) الأمريكي الذي حكم العراق لسنوات!.

وللعلم فقد عكف الحزب العجوز على هذه اللجنة ومايليها بعد أن ترك أهل السودان مشغولون بهموم المعاش والعلاج والتعليم، وكذلك انشغالهم بأخبار مباحثات السلام في جوبا، ثم مماحكات تشكيل الحكومة الجديدة، فاستطاع -من سكات- تعيين المئات بل الآلاف من كوادره وبعض مناصري بعد اعلانات صورية عن الوظائف، (وقد قيل بأن عدد الوظائف في هذه اللجنة وما يتصل بها من أذرع في الولايات يصل إلى الآلاف)!، كل هذه الوظائف تتبع الآن للحزب الشيوعي مباشرة، ومن أراد التأكد فليبحث عن كل فرد كان مواليا لهم فسيجده الآن موظفا أمميا وبراتب ومخصصات كبيرة!، أو فليذهب إلى المكاتب ليستوثق من ذلك.
هنا، يتضح جليا لماذا سعى هذا الحزب إلى ذر الرماد في أعين أهل السودان ب(إعلانه) الخروج من حكومة الفترة الانتقالية بعد ان مكن فيها من يضمن له ركوب السجين من أمثال رشيد سعيد ووزير التربية والتعليم وسواهم كُثُر، وسعى كذلك إلى تكوين واجهة أسماها (لجان المقاومة) وغرر بعقول وعواطف بعض شبابنا ايحاء بأنها لجان يقتصر عملها على خدمة أهلهم في الأحياء، ثم سعى الحزب حثيثا لتمثيل هذه الواجهة في المجلس التشريعي الجديد!، متى كانت لجان الأحياء تمثل في المجالس السودان التشريعية؟!
والذي اتوقعه أن يسعى الحزب العجوز إلى تسجيلها كحزب سياسي يدخل بإسمها الإنتخابات أن فرضت عليهم وعلى قحت، والسبب في ذلك علم الحزب الشيوعي يقينا انتفاء حصوله على مقاعد (تطلق الضهر) ان شارك بإسمه بواحا في الانتخابات، هذا ان قامت انتخابات في السودان أساسا.
نكشة:
بعد تمكين الحزب الشيوعي ومعه البعثيين لايتوقعن أحد قيام الانتخابات إلا بعد عام 2050.
[email protected]

تعليقات
Loading...