عثمان الشيخ يكتب:السياسة الخارجية لا تصمم بالوراثة ولا الفهلوة.

مرايا برس :الخرطوم

تختلف مفردات السياسة الخارجية من دولة لأخرى و هي في النظم الشمولية غيرها في النظم الديمقراطية و في عصر الحرب الباردة و هيمنة القطبين ليست كما هي في عهد القطب الأوحد وفي عصر إشارات إضمحلال السيطرة الإنجلوساكسونية و بروز التنين الأصفر الآسيوي الصيني وهي تختلف تماما بين عصور سيطرة الذهب و الجنية الإسترليني ثم الدولار ثم عصر تعويم الجنيه السودانى.

لا تُصمم السياسة الخارجية بالخيال و لا بالوراثة و لا بإمتلاك ناصية الخطابة ولا بالفهلوة.

تصاغ السياسة الخارجية في معمل خاص جدا شديد التعقيد مدخلاته الجغرافيا ،التاريخ ،الموارد ، الإنسان ،الحضارة ، الثقافة ، الجيولوجيا ،الموقع الجيوستراتيجي ،طبيعة الدول المجاورة ،الموانئ، الأسواق ، التحالفات الإقليمية و الأممية ، اللغات ، الآداب، القوة العسكرية ، الأيديولوجية، تاريخ الحروبات والصمود  والإنتصارات  وتدخل فيها فقرات لا تخطر بالبال مثل لعبة كرة الطاولة            Ping Pong و التعليم و الفنون الشعبية و غيرها و غيرها.

تتطلب هذه المواصفات استقرارا في الحكم و تراكم خبرات و مواقف و هذا ما نفقده تماما.

الدبلوماسية هي آلية تنفيذ السياسة الخارجية و وزارة الخارجية هي الجهة الفنية التنفيذية و وزير الخارجية هو المايسترو الذي يدير هذه الفرقة أو الأوركسترا المدربة تدريبا شاقا لتخرج للناس الإبداع اللحني. يستحيل أن يقود الأوركسترا شخص لم يدرس علم الموسيقى.

الذين يسطحون الأشياء و يختزلون الأمور في الأشخاص يظلمون أنفسهم قبل أن يظلموا غيرهم من الناس . الذين يقارنون محمد أحمد المحجوب و مبارك زروق وأحمد خير و  منصور خالد وعلى سحنون و إبراهيم غندور و أسماء محمد عبدالله و عمر قمر الدين و المنصورة مثل الذي يقارن الموز و الأناناس و العنب و الكمثرى والتفاح ليقول التفاح هو الأفضل مثلا.

نحن قوم إنطباعيون عاطفيون بعيدون عن الموضوعية والتحليل المنطقي للأشياء . نعرف كل شئ ونفتي في كل المسائل و ينطبق علينا المثل الإنجليزي

Jack of all trades ,  master of none.

تعليقات
Loading...