في أدب السيرة.. الأستاذ ود الفضل يكتب :محطات في مسيرة الحياة (٤٠)

الخرطوم :مرايا برس

بعد كل الدعم المادي والمعنوي الذي وجدناه وأخذ زمام المبادرة في ولاية كردفان تأميناً وتمكيناً جاءت استقالة الأخ اللواء طيار فيصل مدني مختار والي الولاية ولم يحضر تحرير جبال تلشي ولست ادري سبباً لاستقالته ولكني لاحظت زهده في المسؤولية بدليل غيابه المتكرر عن الولاية وترك الأمر لي لادراتها. ولكني اذكر له طيب المعشر وسمو الأخلاق والتواضع الجم وطهارة اليد وعفة اللسان، فقد كان في عهده الانفراج الكامل للعطش وانقشاع موجة الجفاف والتصحر. كما كان له الفضل والأجر في الترحيب بإعلان الجهاد وتأهيل الإدارة الأهلية وإدخال مسمى الأمير “للنظار” الأمر الذي كان له أكبر الأثر في استتباب الأمن والإستقرار.
مع اللواء بحري السيد الحسيني عبدالكريم..
عين اللواء بحري سيد الحسيني عبدالكريم واليا على كردفان الكبرى خلفا للواء فيصل مدني مختار، جاء اللواء الحسيني بحماس الجندي المتوثب لخوض معركة ضروس وأفق البحّار الذي يتطلع من أعالي البحار إلى معالم اليابسة وهو يمخر بسفينته عباب البحار مصارعاً عاتي الأمواج، فلم نخذله في توثبه ولا في طموحاته، وكان تعاوننا معه صادقاً ومخلصاً لإنجاز كثير من المهام وتحقيق كثير من الطموحات والتي تشرفنا بحضور بعضها مشاركين وتوقفنا عند بعضها معترضين.
بدأ نشاطه بتأهيل عدد من العربات التي كانت في عداد الخردة، فحمدنا له هذا الإنجاز رغم تكلفة الاسبيرات والعمالة. ولما كان حضوره متزامناً مع تحرير جبال تلشي من قبضة التمرد واتقاد جذوة الجهاد، عمد إلى عنصر هام في دعم الجهاد، وهي الإدارة الأهلية، فأمضى خطتنا في هيكلتها واحتفى بها وكرمها بتمليك قياداتها عربات واسلحة ثم عقد لها معسكراً للتدريب والتأهيل في غابة ام بركة على طريق الأبيض – الدلنج ثم تحرك بها في مسيرة جهادية إلى كادقلي من باب ترهبون به عدو الله وعدوكم والتي كان يحيط بها التمرد معنوياً على المواطنين العزل مما أدى إلى اجلاء النساء والأطفال إلى معسكر قرب الأبيض وبجانب الطريق الرئيسي الذي يربط الأبيض بالدلنج وكادقلي.
كان له برنامج لقاء مع المواطنين في كل جمعة بجامع الأبيض الكبير تحت مسمى الراعي والرعية والذي كان يثير فيه بعض القضايا الخاصة بأداء الوزراء، هذا البرنامج رغم وجاهة أهدافه إلا أنه كان ينحرف احياناً إلى الإساءة والتجريح لبعض الرموز والادارات، كما حدث مع الأخ الدرديري عمر المنصور رئيس الإتحاد التعاوني واللجان الشعبية الأمر الذي انعكس سلباً على البرنامج.
حالفنا التوفيق في تكوين مجلس إدارة جامعة كردفان برئاسة المشير عبدالرحمن سوار الذهب فدعم تأسيس الجامعة وداخلية للطلاب، كما تم تكوين لجنة دعم صندوق تطبيق الشريعة الإسلامية والذي قدم دعم بإسم الولاية بمبلغ بلغ الثلاثمائة مليون جنيه.
أُوكل الإشراف على إدارة التنمية لشمال الولاية للأخ ابن عمر محمد أحمد والذي قدم فيه اعمالاً جليلة، خاصة في موضوع توفير المياه في مناطق سودري وام بادر وسنطة. وعين الأخ عمر سليمان ليشرف على منطقة جنوب الولاية والذي تم في عهده تعبيد طريق كادقلي – ام دورين بتنفيذ وإشراف وزارة الشؤون الهندسية في عهد الوزير ابوعبيدة دج الذي خلف الأخ المرحوم عبدالوهاب عبدالرحمن الذي استشهد في حادث حركة بطريق أم روابة الأبيض.
كان للطريق الذي الجديد أثره في انسياب الحركة في المنطقة مما ساعد المواطنين في تواصلهم، والقوات النظامية في حركتها لاستتباب الأمن والإستقرار.
نواصل

تعليقات
Loading...