مبارك الكودة يكتب :رسالة إلى المهندس خالد يوسف (سلك) 

الخرطوم :مرايا برس

    عشان نكون أولاد البلد بالجد أخي خالد لابد من تجاوز المرارات القديمة التي أراها وَلَّدْت بيننا فتناً ومحناً عظام ستؤدي بنا الي ضياع وطن بحاله لا قدر الله وفي تقديري المسئولية تقتضي تجاوز حالة ( أن نكون أو لا نكون ) ولن يتم ذلك إلّا بدرء الفتنة في مهدها وهي نائمة ولعن الله من أيقظها بتجاوز كل مرارات الماضي والاتفاق علي كلمة سواء ، فهل يُعقل أخي خالد أن تكون مواقفنا الوطنية متباينة بهذا الشكل !! النتيجة حتماً لمن قرأ التاريخ والواقع قراءةً متأنية بلا شك هي التهلكة والعياذ بالله ، استمعت اليك وأنت تخاطب جمعاً من الشباب وتسعي لإقناعهم بأن وحده الهدف تحتم عليكم أن اتفقوا !! ولكنك جعلت الهدف من الاتفاق عزل الفلول باعتباره هدفًا استراتيجياً و متفق عليه من الكل !! والكل هنا ليس حقيقةً إنما الحقيقة نحن أحزاب وكل حزبٍ بما لديهم فرحون ولذلك سيصارع كل منّا الآخر من أجل البقاء ،وهذه سنة لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً ، وليس بالضرورة أن يكون أحدنا علي صواب والآخر خطأ فربما يكون كلانا مخطيء في حق هذا الوطن ، وصحيح أن غايتكم هذه يمكن أن تكون هدفاً استراتيجياً إذا كانت النتيجة تؤدي لاستقرار الدولة ، وإذا كنا فعلاً سنجد وطناً معافاً بعد تصفية الفلول – وهذا ما أشك فيه – أما إذًا صدق قولكم فإني سأتفق معكم من حيث صحة الهدف بصرف النظر عن قناعتي الخاصة ، وإذا كان الواقع سيزداد سوءً يؤدي بنا الي ضياع السودان كما نشاهد البدايات فعلينا إذاً تسوية الصف وأن نعي أن السلطة التي نتقاتل من أجلها ستسقط بسقوط الوطن !! ولذلك دعنا نُقَيِّم بصدق الواقع الماثل أمامنا بقراءة صحيحة لكي لا نكون من الذين قال الله فيهم ( يخربون بيوتهم بأيديهم )وسبباً مباشراً في ضياع الوطن وينبغي علينا إعادة حساباتنا وليكن الخيار هو المصالحة الوطنية التي لا تتجاوز أحداً بميثاقٍ يحقق شعارات الثورة ويضبط فترة الانتقال ويدرأ الفتن االتي هي أولي من جلب المصلحة 

والتحية للشاعر حميد له الرحمة وهو يختصر كل هذه الحجج في مَنْ هُمْ أولاد البلد بالجد إذ يقول :

يفيض النيل نحيض نحنَ .. 

يظل حال البلد واقف تقع محنه 

ولا النيل القديم ياهو … ولا يانا

نعاين في الجروف تنهد … ولا يانا

رقاب تمر الجدود تنقص … ولا يانا

متين إيد الغبش تتمد لا قدام … ولا قدام

تتش عين الضلام بالضو .. 

تفرهد شتلة !! لا هدام ولا فيضاً يفوت الحد عقب يانيل تكون ياكا ..

ونكون أهل البلد بالجد .

   لك الرحمة أيها القامة فقد علمتنا أنه أين ما كانت المصلحة فثم شرع الوطن. 

تعليقات
Loading...