نوال خضر تكتب:التسول العاطفي.

دموع الورد:مرايا برس

كثر الحديث عن التسول الذي تفنن المتسولون في ابتداع أساليب له يستعطفون بها الناس ليخرجو مافي جيوبهم طائعين مختارين ، وحقيقة سؤال الناس صار مهنةً يتكسب منها الكثيرين ولا اكون قد بالغت إذا قلت انها صارت مهنة منظمة لها من يديرها، ويحزنني في هذا الموضوع إستغلال الأطفال الرضع وكبار السن لأنهم من الفئات الأضعف التي لا تملك حق أن تقول لا، وفي ذات الوقت تجد التعاطف من ذوي القلوب الرحيمة، ومشكلة التسول ليست خاصة بنا في السودان فقط فهي ظاهرة منتشرة في كل دول العالم ولكل دولة طريقة وأسلوب للتعامل مع التسول والمتسولين.
وعلى ذكر مفردة التسول خطر على بالي سؤال أليس للتسول أنواع أخرى ؟ و كان الأقرب إلى ذهني التسول العاطفي وهو على مااعتقد يقوم على إستجداء الفرد للمشاعر المختلفة كالتعاطف والحب وطلب الإهتمام من الغير بطرق مباشرة أو غير مباشرة وهو مثله مثل كل الأشياء يمكن أن يكون إيجابياً ويمكن أن يكون سلبياً، يكون إيجابياً إذا كان بين أفراد الأسرة الواحدة فلا يضير الزوج أن يتسول الاهتمام من زوجته والعكس، ولايضير الأم او الأب أن يتسولوا الإهتمام من ابنائهم والعكس لأن هذا النوع من التسول يوطد العلاقات الأسرية ويدعمها ويقوي وشائجها، لكن احياناً يخرج التسول العاطفي عن هذا الإطار وذلك من خلال محاولة الشخص المتسول فرض نفسه على طرف آخر بصورة قد تصل حد الإزعاج وفي هذه الحالة تكون النتيجة فقدان العلاقة مهما كان مسماها (صداقة او غيرها) والتسول العاطفي ليس بالضرورة أن يكون بين جنسين مختلفين، فهو يمكن أن يكون بين نساء في علاقات الصداقة والجيرة وصلات القربى، وكذا يمكن أن يكون بين رجال بنفس مسمى العلاقات السابقة، وعلى ما اظن وبعض الظن إثم أن وسائل التواصل الإجتماعي تفتح الباب واسعاً أمام التسول العاطفي من خلال العبارات الجميلة المنمقة التي يتم تداولها مما يشجع كثير ممن يعانون من الفراغ العاطفي لتسول الإهتمام والحب حتى ولو كان ذلك كذباً،
ويقول علماء النفس أن الشخص يلجأ للتسول العاطفي لعدة أسباب أبرزها التفكك الأسرى وغياب الجانب العاطفي من الأسرة وعدم الإهتمام بالفرد وتطوير شخصيته مما ينتج عن ذلك شخصية ضعيفة، والجميل في الأمر أن التسول العاطفي ليس مرضاً بل يعد إضطراباً نفسياً لايحتاج إلا لبعض الإرشادات وزرع الثقة بالنفس، لذا في اعتقادي ان التسول العاطفي أشد ضرراً على المجتمع من تسول المال لأنه يفرخ للمجتمع شخصيات مضطربة سلوكياً، وحتى تتفادي الأسر هذا الوباء لابد من التعاطف والتراحم والتكاتف بين أفراد الأسرة الواحدة، ولابد من وجود برلمان للأسرة كانت في السابق تمثله (صينية الغداء ) التي يجتمع حولها كل أفراد الأسرة يطرحون فيها مشاكلهم ويضعون لها الحلول ويتبادلون فيها النكات والقفشات ويعرفون أحوال بعضهم البعض، الآن في الوقت الراهن وبعد أن إختفت صينية الغداء على أرباب الأسر البحث عن بدائل لجمع أبنائهم تحت اجنحتهم حتى لايتركونهم عرضةً للتسول العاطفي.
نبض الورد…
يقول نزار قباني:
قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً قد كاد يقتلني بك التذكار.

تعليقات
Loading...