نوال خضر تكتب: فارق السن. ما المشكلة؟.

دموع الورد:مرايا برس

هي فتاة في مقتبل العمر ذات حظ وافر من الجمال، أكملت تعليمها وبدأت في البحث عن عمل، وهنا بدأت مشكلتها حيث بدأ الحديث عن الزواج ولماذا لم تتزوج حتى الآن؟ لدرجة ان البعض قال لها أنها تبحث عن العمل لأنها لم تتزوج، وبعض أفراد أسرتها قالوا لها (شوفي اختك الأصغر منك اتزوجت وانتي لسه) كأنهم تناسوا أن الأمر محض قسمة ونصيب وأنها لاحول لها ولاقوة في هذا الأمر.

سألتها هل فعلاً لم يطرق بابها أحد؟ قالت أن هناك شخص لكنها غير مقتنعة وتخشى في ظل الضغوط التي تتعرض لها من أهلها أن تقبل به حتى تسكت أصواتهم العالية، سألتها عن أسباب عدم إقتناعها بالشخص الذي تقدم لها أو يود ذلك فأجابتني بأنها ثلاث أسباب اولها إختلاف البيئة فهي قد تربت في المدينة وهو نشأ في قرية، ثانيها الفارق التعليمي فهو لم يكمل تعليمه وهي جامعية واقواها انه يصغرها بأربعة أعوام.

كانت هذه أسبابها لعدم القبول به لكني لم اتفق معها في السببين الأولين لأن إختلاف البيئة ليس سبباً فالتحضر أو المدنية مكتسبة وحتى المدن كانت في بداياتها ارياف والريف الآن صار ريفاً متقدماً به كل مقومات المدينة من خدمات المياه والكهرباء والاتصالات والقنوات الفضائية، إذن هذا ليس سبباً للرفض، اما الفارق التعليمي فأنا لا أرى غضاضة في ذلك لأن الحياة في حد ذاتها جامعة تخرج الكثيرين وهناك الكثير ممن لم يكملوا تعليمهم لكنهم يشغلون مواقع متقدمة من خلال ثقافتهم واطلاعهم، وهناك الكثيرين الذين يحملون شهادات عليا لكنهم لا يفقهون في أمور الحياة شيئاً وكما يقولون (القلم ما بزيل بلم)، إذن لنأتي للسبب الأقوى حسب وصفها وهو فارق السن وهنا انا لم احاول أن أجد مبررات للرفض أو القبول ولكني سألتها لماذا ذكرت فارق السن كسبب أقوى، فردت بأنها إن تزوجته ربما تعيش معه ثلاث أو أربع سنوات بهدوء ولكنها بعد ذلك ليست واثقة من إستمرار الحال على ما هو عليه، بل تخشى أن يتزوج عليها أو يتركها وتكون قد أنجبت منه أطفالاً وهي بالتالي ستكون مجبرة لأن تضحي من أجل أبنائها وتقبل بأي وضع وتتنازل عن حقوقها وقالت لي بالحرف الواحد (معروف إنو المرأة السودانية بتضحي عشان اولادا).

حقيقة ماقالته هو ماكان يدور في ذهني وأنا شخصياَ لو كنت مكانها لن أقبل بشخص يصغرني سناً لأنه في كل التجارب التي مرت علي لم يكتب

لهذه الزيجات النجاح في أغلبها، وماكتب له النجاح كانت المحصلة أن الزوج بعد مرور سنوات تزوج بأخرى مع إحتفاظة بزوجته الأولى وفي حالات نادرة عاش الزوجان وفي نفس الزوج امل الزواج وعاشت الزوجة وهي تخشى الزواج عليها، فأي حياة هذه التي يعيشها الإثنان كل بهواجسه وظنونه.

إن التكافوء في كل شئ مطلوب وعلي الأسر أن تتقبل الواقع ولاتعرض أبنائها لضغوط نفسية ربما تدفعهم الإختيار الخطأ وتكون النتيجة أسرة غير مستقرة.

نبض الورد

تتجمع في عيني حبات الدموع

واقاوم جاهدة ألا تسقط حتى لا أبدو أمامك

كمن يستجدي عطفك!

تعليقات
Loading...