نوح السراج يكتب: الذكرى 13 لرحيل فنان الشجن عثمان حسين.

يصادف اليوم الاثنين الموافق السابع من يونيو من العام 2021 الذكرى الثالثة عشر لرحيل المطرب الكبير عثمان حسين الذي ظل ملهما لجيل كامل من المبدعين الذين تأثروا كثيرا بمشروعه الفني ..
منذ أن بدأ دا عوادا في فرقة الحاج عبد الحميد يوسف تنبه الناس الى موهبة قادمة في مجال صناعة الموسيقى وتصريف الألحان ثم انتهى به المطاف الى دار الإذاعة بعد أن حسم صراع الاسرة في اختياره للفنون بدعم من شقيقه الأكبر طه الذي تعرف على مدير الإذاعة في مطبعة ( ماكروتيل ) التي كانت تطبع فيها مجلة ( هنا امدرمان ) , عندما بدأ عثمان حسين يتلمس طريقه كانت رائعة الشاعر محمد بشير عتيق ( حارم وصلي مالك ) ثم ( كيف لا اعشق جمالك ) لعلي محمود التنقاري وهي لم تكن أغنيات بعيدة عن النمط السائد في المدرسة الوترية , ورويدا رويدا بدا مغامرة التجديد الكبرى والتي يؤرخ لها نقاد الموسيقى برائعة الشاعر قرشي محمد حسن ( الفراش الحائر ) وفي مقدمتها وتركيبها الموسيقي نمطا جديدا غير مسبوق , وواصل عثمان حسين رحلة التجديد والابتكار باغنية اخرى هي ( اوراق الخريف ) للشاعر عبد المنعم عبد الحي والتي اتخذ فيها اسلوب المقدمة الدائرية وهي ايضا تجربة فريدة , بلغ عثمان حسين قمة عطائه الموسيقى الفني مطلع الستينات وحتى منتصفها وهي الفترة التي شهدت ثنائيته مع حسين بازرعة وسمع الناس فيها ( القبلة السكرى – الوكر المهجور – شجن – قصتنا – وعلى الرغم من ان عثمان اشتهر بالاغاني الكبيرة ذات الميزان الموسيقي الواسع الا انه لم يغفل الاغنية الخفيفة وذلك عبر تعاونه مع الشاعر السر دوليب والشاعر اسماعيل حسن والدكتور الزين عباس عمارة , عثمان حسين من الرواد الذين اهتموا ايضا بالفصحى فغنى رائعة التجاني يوسف بشير ( محراب النيل ) وغنى لبازرعة ( الارض الطيبة ) وأنشودة اكتوبر ( قلبي معك ).
–مؤشرات في حياة المطرب عثمان حسين
ولد المطرب عثمان حسين بالولاية الشمالية بجزيرة مقاشي في عام 1927 وارتحل مع اسرته الى الخرطوم عام 1932 ليقطن بديم التعايشة والتحق بالخلوة ليتعلم القران الكريم وعلوم اللغة العربية ثم عمل ترزيا بسوق السجانة بالخرطوم وحسب إفاداته في العديد من اللقاءات الإذاعية انه تعلم عزف العود على يد العازف يحي زاهر السادات ( الساعاتي ) وعزف مع الفنان عبد الحميد يوسف وأجيز صوته في عام 1947 بالاغنية الشهيرة ( اذكريني يا حمامة ) للفنان عبد الحميد يوسف.
تعد اغنية ( حارم وصلي مالك ) كلمات الشاعر عتيق هي اول تجربة لحنية له وهي اول اغنية تذاع بصوته من خلال الاذاعة السودانية .
المطرب عثمان حسين قال في احدى لقاءاته الاذاعية ان اغنية ( الفراش الحائر ) كلمات قرشي محمد حسن كانت بمثابة النقطة الرئيسية التي انطلق منها وساهمت في انتشاره وشهرته ودفعته خطوات الى الامام.
–كيف تعرف الفنان عثمان حسين علي الشاعر حسين بازرعة
تعرف على الشاعر حسين بازرعة عن طريق الشاعر قرشي محمد حسن الذي اصطحب معه بازرعة في يوم ما وقدمه للمطرب عثمان حسين بأنه يهوى الشعر وقدم له دليلا على ذلك قصيدة من 58 بيتا فقرأها ووجد انها تصلح للغناء فجلس معه لاختصار القصيدة الى 3 كوبليهات فلحنها وجاء لحنها متميزا ومؤثرا يعبر تماما عن معاني الكلمات ولذلك عاشت الأغنية في وجدان المستمع السوداني وعجز المقلدون من ادائها لانها تحتاج لملكات عالية من الصوت وكانت تلكم الاغنية هي ( القبلة السكرى ) أول تعاون بين بازرعة وعثمان حسين وكان التعاون الثاني بينهما في أغنية ( الوكر المهجور ) .. ثم توالت الأعمال بعد ذلك بين الشاعر بازرعة وعثمان حسين الى اخر تعاون بينهما اغنية ( ازمة ثقة ).
–اغريتني كلمات الشاعر محمد يوسف موسى آخر اغنية سجلها الفنان عثمان حسيت للإذاعة.
اغنية ( أغريتني ) كلمات الشاعر محمد يوسف موسى التي يقول مطلعها.
أغريتني بالحب والهنا
ومشيتني في درب المنى
واخر المطاف كان يا جميل وحشة وضياع حسرة وضنا
كانت هذه الاغنية هي آخر أغنية يقوم بتسجيلها عثمان حسين للإذاعة وكان ذلك عام 1991 ومنح بموجبها درجة الرواد المبدعين وهذه الدرجة لم تمنح الا لعثمان حسين وكان من المفترض ان يسجل بعدها اغنية ( ازمة ثقة ) كلمات الشاعر حسين بازرعة الا أن ظروفه الصحية حالت دون ذلك.
–الفنان عبد الحميد يوسف المكتشف الحقيقي للفنان عثمان حسين

بدا حياته الفنية عازفا على الة العود يردد بعض أغنيات الفنانين القدامى منهم الفنان عبد الحميد يوسف الذي كان له الفضل الأول في اكتشافه .
–عثمان حسين يغني من ألحان محمد وردي.
ربما معظم الأغنيات التي تغنى بها الفنان عثمان حسين كانت من ألحانه لكن الظاهر ان هناك بعض الأغنيات من ألحان آخرين على سبيل المثال أغنية( حارميني ليه ) كلمات الشاعر اسماعيل حسن من ألحان الموسيقار محمد وردي… كذلك أغنية( تسابيح….. وحات عينيك ما تزعل لما عيوني تتوسل) كلمات الشاعر محمد يوسف موسي والحان الموسيقار عبد الطيف خضر ود الحاوي.
–ما بين الفنان عثمان حسين وأغنية السنين للفنان الطيب عبدالله
احب الفنان عثمان حسين كثيرا اغنية ( السنين ) للفنان الطيب عبد الله وكان يرددها بينه وبين نفسه هكذا كان يقول في لقاءاته الاذاعية , وكان ينصح دائما الفنانين الشباب والناشئين ان لا يتسرعوا الشهرة وان يتحلوا بالصبر , وكان اللون الأخضر احب الألوان الى نفسه وكان يقول دائما لو لم اكن فنانا لتمنيت ان اكون فنانا.
عثمان حسين كان فنانا في كل شيء في اناقته وفي حديثه وفي تعامله واحترامه لنفسه الذي اكسبه احترام الجميع .
هذا قليل من كثير من مسيرته الغنائية .. رحمه الله رحمة واسعة.

تعليقات
Loading...