أضبط (غش) ..سرقات الكترونية…لن يرسب أحد..الكل ناجح… الشهادة الثانوية الجنوب سودانية. ..!!

خاص:مرايا برس

تقرير : شول لام دينق 

الإمتحانات.. 

بدأت في شهر أبريل هذا ، امتحانات الشهادة الثانوية لجمهورية جنوب السودان ، ويقدر عدد الطلاب الجالسين لهذا العام بحوالي 32176طالب وطالبة في 340 مركزا ، وتخلف عن الامتحان طلاب مقاطعة اللير بسبب ألاحداث المأساوية  الجارية هناك حوالي 200 طالب وطالبة!!. 
 لاحظنا السنة الماضية ارتفاع ملحوظ لنسبة النجاح التي بلغت 97.6% مقارنة بالظروف المحيطة بالعملية التعليمية من نقص في المعلمين وعدم الاستقرار الامني والوضع الاقتصادي ، كل هذه الأسباب تؤثر في العملية برمتها. لكن ما يحير الألباب عدم رسوب أي طالب اللهم إلا من لم يحضر إلى قاعة الامتحان!!. 

اليكم ما يحدث بشكل دقيق ..داخل القاعات!!. 
تطورت طرق تسريب الامتحانات وكشفها مع تطور التكنولوجيا ، ضف على ذلك اختلاف مواقيت دخول القاعات داخل القطر ، إذ يحدث أن يكون الفرق مقدار ساعة كاملة . هذه الساعة يستطيع أي طالب لديه طالب قريب له أن يرسل له الاجوبة كاملة عبر الواتساب ، واستغرب ايما استغراب التساهل من قبل وزارة التعليم العام ، التي لا تأبه للأمر وخطورته على مستقبل الطلاب ، إذ يهمها أي الوزارة إعلان النتائج المحصلة من قبل الطلاب غير مكترثة بطريقة تحصيل هذه العلامات أو الدرجات. .!!
لأول مرة في حياتي أرى طالبا يدخل قاعة الامتحان وفي أذنه سماعة لاسلكية وجهاز إسمارت فون مثبت عليه تطبيق الواتساب.  وأي طلاب مدرسة واحدة لديهم قروب يديره أحد الأساتذة مهمته إرسال الاجوبة النموذجية إلى طلابه… لذا رأيتم وسمعتم عبر الإذاعة السنة الماضية ارتفاع نسبة النجاح وتقارب نسب الطلاب. أيضا!!. 
الكل كان قد أحرز نسبة نجاح تبلغ 83% (الكل ناجح) وقد ترتفع نسبة النجاح هذه السنة كذلك!!. 
يا أيها الناس ليس الغرض من اختبار وامتحان الطلاب تحقيق النجاح والاحتفال بهم فقط . بل هناك جوانب أخرى يجب النظر إليها بعين الاعتبار!!. 
أولها: عندما ينجح الكل هل أعددتم لهؤلاء الناجحون مقاعد دراسية وفرص في الجامعات الثلاثة على طول الجنوب وعرضه ؟
ثانيها؛ وبما أن الامتحان اختبار للقدرات الأكاديمية والتأهيل الجيد .ماذا لو ذهبت بأحدهم نسبة نجاحه إلى كلية الطب هل سيتخرج متأهلا بشكل جيد لممارسة حياته المهنية؟. 
ثالثها: انعدام الشرف والأمانة ، لأن طالبكم تعلم لكنه لم يتربى ويتسلح بالسلوك القويم!!. 
هذا قيض من فيض ، يبدو أن الحصول على الأشياء عبر الطرق الملتوية صار سلوكا وممارسة في كل مناحي الحياة في جوبا ، يجب أدراك الأمر لحفظ ما تبقى من أجيال سيحكمون البلاد يوما ما!!. 
 شهادة وفاة.. 
الشهادة الثانوية الجنوب سودانية أشبه بشهادة الوفاة ، لا يضمن لك سوى مقعد في “بار” أو في دكة العطلة أو شبر في المقابر بعد أن ينتهي اليأس من الطالب ، نسمع عن اخبار الطلاب الذين ذهب بهم الواتساب وليس عقولهم إلى الجامعات المصرية ، ينتحرون قفزا من الطوابق العليا بعد الرسوب في امتحانات الاعدادي وعلما أن مصر هي الدولة الثالثة في أفريقيا تعترف بشهادة الوفاة الثانوية الجنوب سودانية هذه ، بعد يوغندا والمغرب!!. 
الدولة الأم التي خرجنا من جغرافيتها السياسية (السودان) تمتلك أقوى منهج وامتحان معترف به من قبل اليونسكو ، ماذا لو عهد إليهم أمر وضع منهج يعترف به اليونسكو لاحقا ، بغية توزيع طلابنا على كل الجامعات في أفريقيا ، اثنين وثلاثين ألف طالب يجلسون سنويا ليس في مقدور مصر والمغرب وبلادنا مجتمعة استيعابهم ناهيك عن الرسوم الدراسية وتوفير العملة الصعبة لهم!!. 
 لا تكتب داخل هذا المستطيل.. 
يكمن السر في هذه العبارة ، أن لا يتعرف أي من المصححين على صاحب الكراسة . إذ يتم التعامل في غرفة الكنترول على الأرقام فقط وليست الأسماء ، مع ذلك يحدث اختراق وتجاوز الأمر هنا في جنوب السودان ، حدث أن إحدى الطالبات وهي بنت رجل رقم ومرموق في البلاد ،  أنها امتحنت للشهادة السودانية ثلاثة أعوام دراسية كاملة ورسبت ، لكن عندما جاءت وامتحنت عندنا هنا تفتقت عبقريتها ، واحرزت المركز الأول في الشهادة الثانوية الجنوب سودانية ، هذا دليل واضح على المحاباة والدفع تحت الطاولة!!. 
الشاهد أن أحد معارفي ، رجل نشهد له بالنزاهة والشفافية ، قام بارسال كريمته الطالبة إلى دولة يوغندا للجلوس هناك بمنهج السودان عبر السفارة السودانية ، فحاولت إبنته الممتحنة رفض الأمر لكنه أصر على رأيه ، قائلا لها : (تجيبي لي ستين بي دماغك اخير لي من تمانين عبر الواتساب)!!. 
الحالة الآن:

الامتحان شارف على الانتهاء . والتلفون الذكي اونلاين ممتحن مع الطلاب والواتساب يكتب جاري الطباعة الإن ورش بس!!!.