أميمة عبدالله تكتب : ثمة حدث ما على الطريق. 

الخرطوم :مرايا برس

جميل هو الفراق ، أن يذهب كلانا والآخر تحت ابطه في طريق مختلف ،أن أهديك اكليلاً من الكلمات تؤانسك وأحلاما وامسيات متعنا فيها الليل بالسمر و دفء كان لا أجمل منه ، والفةِ ظنناها خطاءاً أنها ستكون درعا منيعا ضد القلق الجامح .
اللاعقلانية القلب في شئونه طبيعي ، فهو مهر عصي والخيل معقودُ على الفضاء المفتوح .
أن تختلف أقدارنا ، وأن يُبصم القلب بك وأن تعربد لحظاتنا وضحكاتنا في الذاكرة عمراً ذلك هو العقل القلبي .
جميل أن احملك حكاية احكيها للعابرين والعاطلين عن الحياة ، أن أعود الى تلك اللحظة الأولى وذلك الإرتباك الأول وتلعثم الكلمات وفقدان البوصلة ، أن انشرك للشمس بمذاق الأبدية وأنا الغير واثقة فينا ، أن تكون المسافة بيننا مكشوفة للعواصف وليل الشتاء وحبات المطر .
جميل أن نخلص للفراق كما الحب ، أن اهديك جناحين لتُحلق بهما في سموات أخرى، فضاء من النساء اثير ، ان اهديك اشواقا ومدارات وكواكب من بنفسج. 
اعرف يقينا أنها آتية لا محالة ، وأن تلك القدرة النادرة علي الحب لن تصمد ، وأن الريح لاشك طافية السراج ، وأن المهر الأصيل لن تهزمه عميق النظرات ولا جمال العيون ولن تُغريه استثنائية الصوت ولا طوق الياسمين ، سيظل حرا مسافرا. 
كنت اعرف أنه سيأتي يوما افتقدك فيه وافتقد تلك الطلة الهاتفية وذلك الصوت الذي يشبه حبة الرمان ، ستقول لي ليس للرمان صوت لكن لا تنسى للرمان طعم وكذلك كنتَ أنت، وليس اصعب من الحنين إلى لحظة نعيشها الآن .
ثمة شيء يتربص تلك الأوقات ، ثمة عين كما النسر الثاقب ، ثمة كائن سري ينتظرني عند الناصية ليهب قلبي الجناح، ثمة يدٍ تلوح ليّ بالزهور البرية ، ثمة شيء يغريني بصوتي ،يجذبني للطريق العام ، يزعزع الوتد ليخلع الخيمة لتمضي مع الرياح بعيداً ، ثمة شيء يدفع بالشراع للقلب ليُبحر مع الريح ، يدفعني عنك ، يتسلل بيننا ، يسترق السمع ثم أنه لا يعود حسيرا ، يهزأ بنا بطرف خفي ، ثمة شيء ينزعك لكي لا يبق منك ذرة خفقان ، يذكر اسمك في النواحي لانساك ، يكتبك على رمل الضفة ويحرض الموج عليه ، ثمة شي يُقلقني ويجعلني اظن أن مركبي من ورق ، يُقلق صباحاتي المشرقة بك وليلي المحمول على بساطٍ من مزن ، ثمة شيء يخترق الفؤاد ، يعيد الكرة مرة بعد أخرى
ومع ذلك اكتبك على دفاتري لتبقى حديقة رمان اسقيها من حينٍ لآخر ، احكيك للأصدقاء علنا وانثرك على الملأ عطراً سماويا والحب لا يزيدنا إلا انفضاحا وبه نحن أجمل وأرفع وأسمى. 
أعلم يقينا أن ثمة وردٌ ما على وشك الحدوث. 

تعليقات
Loading...