د. ليلى الضو تكتب :روح بلا ثمن

الخرطوم :مرايا برس

استوقفني خبر مفاده غرق 130 مهاجر سوداني بحسب ما ورد بعدة وسائل اعلامية، وهم على متن قارب مطاطي في طريقهم الى أوربا بحثا عن حياة أفضل ، والمؤلم تداول مقطع فيديو لهم وهم مجتمعون قبل سفرهم المشئوم في استراحة قبل الموت بليبيا أو دولة ما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهم يتناوبون الحديث ويعبًرون عن فرحتهم بأمل يتوسم دواخلهم وبسعادة تنتظرهم في بلاد الغرب ونعيم يحلمون به يخرجهم من ظلمات القهر والجوع والمعاناة في بلادهم ، وأحسب أن كل مسئول في الدولة ان كانت هناك دولة عليه أن يًحاسب نفسه ولا يغمض له جفن لأنه كان أحد أسباب اغتيال هؤلاء الشباب واغتيال احلامهم وطموحاتهم التي لا تتعدى البحث عن لقمة عيش رغدة في بلد لم يتوفر لهم فيه خبز يسد رمقهم ، كيف تنام يا راعي القوم وأنت مسئول والمسئولية عبء ثقيل أشفقت منه السموات والجبال ” انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا ” صدق الله العظيم .
أكنت تحسب المناصب واجهة ترفع بها قدرك ، إن ذلك القدر عند الله كبير ، كيف لك المهرب من سؤال الله لك في يوم لا ينفعك فيه مال ولا بنون لماذا أهملت هؤلاء الشباب ولماذا أوصلتهم مرحلة يخرجون فيها عبر قارب يغامرون بحياتهم عبره إما حياة كريمة وإما ممات ،يدفعون بشبابهم وزهرة عمرهم الغض الجميل وطاقات كانت لتعمر أرضا خصبة تنادي وتستدعي فيهم الهمة والعزيمة والإرادة ، ولكنهم يملكون الأحلام ويعجزون عن تنفيذها لأن أبواب الوطن مغلقة مفتاحها عند سلطانها ، وهم يتفرجون لا يملكون حيلة ولا قدرة فقرارهم ليس في أيديهم ، فالحرية ليست حرة في بلاد تسود فيها سيطرة العبيد على الأسياد ، فالخادم مخدوم ، والمخدوم لا يملك حول ولا قوة ولعل أصدق ما عبر عنه الشاعر محمد مفتاح الفيتوري حين قال :
دنيا لا يملكها من يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استحياء
والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء ثم يستطرد في القول ويقول
عن أي البحار تسألني يا محبوبي
عن حوت قدماه من صخر
عيناه من ياقوت
عن سحب من نيران
وجزائر من مرجان
من ميت يحمل جثته
ويهرول حيث يموت
لا تعجب يا ياقوت
الأعظم من قدر الانسان هو الإنسان
وفي اخر الكلام يقول الفيتوري
لا تبكيني يكفيك ويكفيني
فالحزن الأكبر ليس يقال
في بلادي يتغير السادة بأشكال وألوان فقط ، ولكنهم يظلوا هم هم بعقلية واحدة وفكر واحد ، حديثهم من قبل عن بعضهم يختلف ومن بعد يأتلف ، إلى متى تظل بلادي تعاني إلى متى تشيخ بلادي وهي فتية ، ويموت فيها الشباب موت الضأن فجرا وعشية ، أيعقل هذا لا عبرة بالماضي فنعتبر ولا بالحاضر نبتكر ولا للمستقبل ننتظر ، أين أنت يا بن الخطاب تخاف على بغلة تتعثر في العراق من سؤال يوم القيامة ما بالك بسادة لا يخافون أن يموت كل الشعب ويظل هو باقيا على كرسيه متوجا بتاج الملوك .
أسر وأهالي هؤلاء الشباب الغارقون في البحر الأبيض (المتوكل) لا تحزنوا يكفي أبناءكم شرفا أنهم خرجوا من أرض لم يجدوا لهم فيها موطأ ، ولم يكن لهم فيها واسطة تخدمهم عند الملوك والسلاطين ، هم من أجلكم سعوا ولهم أجر السعي وغيرهم قابعون ينتظرون لعل الفرج قريب والحاكم بهم سعيد.
حقا عجبت لبلاد يئن فيها الحجر ،،،،،،،قطعا للحديث بقية

تعليقات
Loading...