عثمان الشيخ يكتب:قرية البرياب كانت مخبأ الإمام عبدالرحمن المهدي.. مرايا برس

معادلات: مرايا برس

هناك معادلات اجتماعية سياسية مثل معادلات العلوم و الرياضيات .

هذه واحدة منها. لولا البرياب لما كان هناك حزب إسمه حزب الأمة و لا طائفة أو كيان إسمه طائفة الأنصار أو كيان الأنصار.

شرح المعادلة بسيط.

سيطر جيش الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس على السودان الذى أسسه الإمام محمد أحمد ( المهدي) و خلفه على حكمه عبدالله التعايشي(الخليفة الأول) تغلبت القوة العسكرية الغاشمة على المجاهدين البواسل الذين لا يملكون سلاحا مكافئا، وضعت معركة كرري ، أو اريد لها ، خطا فاصلا بين نظام دستوري شرعي إسلامي و نظام غير دستوري مستمر غاشم سيطر بالشرعية العسكرية الاستعمارية على السودان.

تفرق الأنصار عائدين إلى مواطنهم فى شمال السودان و شرقه ووسطه و غربه.

لم يكن بوسع أحدهم لملمة الأنصار المجاهدين الذين تفرقوا أيدي سبأ.

تبقت جذوة واحدة فقط من لهب ثورة الإمام المهدي مختبئة في قرية الشكابة الخليفة محمود ، القرية الصغيرة المشرفة  على ضفة النيل الأزرق الغربية بين البرياب و الحاج عبدالله.

لم تخبو جذوة الجهاد فأيقظها نفر صمموا، رغم قلة حيلتهم، على مواصلة الجهاد.

بدأوا يتجمعون و يستعدون للمواجهة.

أدرك الإنجليز خطورة هذه البؤرة الصغيرة النائية فقرروا سحقها في مهدها قبل إستفحالها. أرسلوا تجريدة عسكرية أقلتها البواخر النيلية البخارية التي التحمت بالمجاهدين  وقضت عليهم قضاءا مبرما.

السبب الذي دفع الإنجليز لإتخاذ قرار الحرب هو وجود آخر أبناء الإمام المهدى الفاضل والبشرى و عبدالرحمن هناك بين المجاهدين و ذلك في تقديرهم الإستراتيجى، سبب كاف لتجميع المجاهدين و إعدادهم لمواصلة المعركة التي جعلوها آخر معارك فتح السودان العسكرية.

حرص الإنجليز على الحصول على جثامين أبناء الإمام الثلاثة، الذين كانوا هدف التجريدة العسكرية النهرية ، فحصلوا على جثماني الشهيدين البشرى و الفاضل ونجا من الموت عبدالرحمن أصغر أبناء الإمام، لأنه لم يشارك في الجهاد لصغر سنه.

ربط الإنجليز جثماني الشهيدين بالحبال على المثقلات وقذفوها في النهر لتأكلها التماسيح و الأسماك إستئصالا لنسل المهدي تماما.

هذه مشئية البشر ولله مشيئة أعلى وأجل.

تعليقات
Loading...