عثمان الشيخ يكتب :بعض آثار ونتائج مناهج التعليم البريطاني السالبة (٣).

الخرطوم :مرايا برس

٤/ الثقافة و الحضارة.
ورث السودانيون من الاستعمار رقعة جغرافية واسعة تغطي أقاليم جغرافية مناخية متباينة تغطىها الصحراء و شبه الصحراء و السافنا و الاستوائي و ما فيها من تباينات ثقافية و بشرية و اقتصادية.
كان البريطانيون ، بحكم ارثهم الإمبريالي ، قادرون على السيطرة الإدارية و العسكرية على سكان هذه الأقاليم المتباينة.
جعل خروج الاستعمار المبكر و قبل صهر مكونات السودان البشرية المتباينة في بوتقة قومية متجانسة و السيطرة و التحكم في هذا الخليط المتنافر عمل صعب المنال. عجز الحكام الوطنيون في صهر هذه المكونات البشرية في أمة واحدة ذات ثقافة و قيم و طموحات و برامج مشتركة.
وسعت العقيدة السياسية الماركسية المستوردة هذه الاختلافات و جيرتها لصالح الغكر الماركسي القائم على صراع الطبقات و محاربة الأديان و هدم منظومات القيم و الأخلاق لتمكين طبقة الفقراء من الحكم وإبعاد طبقة الأغنياء و البرجوازيين عنه و القضاء عليهم و ذلك لتحقيق الشيوعية و المساواة و جنة الله في الارض أو اليوتوبيا التي انخدع بها البسطاء.
تمكن الحزب الشيوعي من خداع البسطاء السودانيين الذين أضعف التعليم البريطاني روح الجهاد و المقاومة فيهم و سلبهم روح التضحية و ابدلها بحب الحياة و الدنيا. استفاد الحزب الشيوعي من المتناقضات الكثيرة التعليم و الأمية، الثراء و الفقر ، الريف و المدينة، الحداثة و الموروثات القيمية و غيرها مما يقع في اس الغقيدة الماركسية و هي تحطيم القديم الموروث و إقامة الحديث المكتسب على انقاضه لتحقيق مجتمع الشيوعية الكاملة على الأرض.
المؤسف أن الشعب السوداني لم يكن قويا موحدا متماسكا ليرفض هذا الطرح الغريب و يقاومه وذلك لتاثير التعليم البريطانى السلبي على البنية الوجدانية الإسلامية المتأصلة في الشعب السودانى و خلخلتها لإحلال التعليم البريطانى المادي المصلحي محلها.
تمكن الحزب الشيوعي السوداني فائق التنظيم و المتقدم على الأحزاب التقليدية المؤسسة على التبعية و الإشارة من الانتصار عليها و التي سرعان ما انهزمت أمام المد اليساري الذي يعتمد على التنظيم و الدعاية المكثفة المتواصلة و الممنهجة
Propaganda التي تؤثر على العقول البسيطة و
تسوقها سوقا إلى حظائر الماركسية السياسية الوهمية الخادعة.
استطاع الحزب الشيوعي السوداني ماسوني الأصل يهودي الهوية مصري الميلاد تغيير الخارطة السياسية السودانية من الاستقرار إلى الزعزعة و الإضطرابات فحول المناخ السياسي إلى تنافر دائم و صراع ابدي مفتعل بين مجتمعين متوهمين مجتمع تقدمي و مجتمع رجعي و ترك المجتمع الدولي يتفرج في انتظار المنتصر المتوهم اي الماركسية التي ماتت و شبعت موتا في عقر دارها الاتحاد السوفييتي قبل أكثر من ثلاثين عام.
لم تأتينا الماركسية مبعوثة من السماء و لا مسيحا مخلصا قادما من الاتحاد السوفييتي ليشيع العدل في السودان و يخرجه من الظلمات إلى النور بل جاءت بها مجموعة من الشباب في تنظيم طليعي منقول من مصر مخدوع و مكلف بزرع هذه البذرة و رعايتها في أرض غير ملائمة لنموها بل لتنبت شوكا، ظل اليهود و الماسونيون يتعهدونه بالسقيا و الرعاية حربا و نكاية في الإسلام و المسلمين حتى يومنا هذا .
و يستمر الصراع بين الأصيل و العميل و بين المستورد و المحلي ليحول مستقبل البلاد إلى مصير يصعب التكهن به.
نواصل بإذن الله تعالى.

تعليقات
Loading...