في أدب السيرة.. الأستاذ ود الفضل يكتب :محطات في مسيرة الحياة (٣٠)

الخرطوم :مرايا برس

في العام ١٩٨٥م قررت العودة للسودان مع بعض إخواني لنباشر العمل في الدعوة والتنظيم، وقد تزامنت عودتي مع إعتقال العديد من قيادات الحركة الإسلامية وايداعهم بسجون شالا والأبيض وكوبر وغيرها، تزامن هذا الإعتقال مع تراجع النميري عن قوانين الشريعة الإسلامية وطلبه بمراجعة احكامها مع زيارة جورج بوش الأب رئيس الاستخبارات الأمريكية للسودان لفترة إثنين وسبعين ساعة، مما يؤكد أن ذلك تم بتوجيه أمريكي وطار بعدها النميري إلى الولايات المتحدة الأمريكية مستشفياً، لتعقبه ثورة رجب أبريل عام ١٩٨٥م،بقيادة المشير عبدالرحمن سوار الذهب رحمه الله لتقطع الطريق تماماً أمام إجراءات التراجع عن انفاذ القوانين الإسلامية، ولتكون فرصة لاطلاق سراح الإسلاميين.
نجحت ثورة رجب أبريل ١٩٨٥م،وتشكلت على اثرها حكومة إنتقالية يرأس مجلس وزرائها د. الجزولي دفع الله ومن كفاءات مدنية وعسكرية. وكالعادة حاول الشيوعيون اختطافها كما فعلوا في ثورة اكتوبر ١٩٦٤م من خلال جبهة الهيئات، وذلك بدمغ الآخرين خاصة الإسلاميين بوصف السدنة، وطالبوا بإلغاء قوانين الشريعة الإسلامية ولكن المشير سوار الذهب قطع عليهم الطريق بإعلان فترة عام للحكومة الإنتقالية تجرى بعدها انتخابات حرة تتنافس عليها كل الأحزاب دون عزل فتصبح الحكومة المنتخبة صاحبة الحق الدستوري في تثبيت أو الغاء قوانين الشريعة. إثر هذه المحاولات الشيوعية وتثبياً لقوانين الشريعة، خرج الإسلاميون ومؤيدوهم في مسيرة مليونية أطلق عليها مسيرة أمان السودان قطعت الطريق على كل محاولات الشيوعيين البائسة وشعاراتهم البائرة.
بعد إعلان الفترة الانتقالية لمدة عام ودعوة الأحزاب للاستعداد وممارسة نشاطها أعلنت الحركة الإسلامية قيام حزبها بإسم الجبهة القومية الإسلامية، وخاضت به الإنتخابات عام ١٩٨٦م واحرزت واحد وخمسين مقعداً من الدوائر الجغرافية ودوائر الخريجين وكانت الحزب الثالث بعد حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي، وكنت أحد نوابها من دوائر الخريجين بالاقليم الأوسط، حيث قدمت الجبهة خمسة مرشحين لدوائر الإقليم الخمس، ففاز بها الإسلاميون وهم أحمد التجاني صالح وعباس إبراهيم النور وهجو قسم السيد ومحمد أحمد الفضل وحكمات حسن سيد أحمد.
نال حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي أغلبية كبيرة في هذه الإنتخابات فحصد مائة وواحد مقعد، وحصد الحزب الإتحادي بقيادة الميرغني إثنين وستين مقعداً مما مكنهما من تشكيل حكومة ائتلافية مريحة، رأس مجلس وزرائها السيد الصادق المهدي، ورأس مجلس سيادتها السيد أحمد الميرغني وبذلك التشكيل للحكومة ومجلس السيادة أصبح الأخ علي عثمان محمد طه زعيم المعارضة بكتلة نيابية تفوق الخمسين مقعداً.

نواصل

تعليقات
Loading...