قوات التقراي والاورومو تحكمان حصارهما على أديس قبل اسقاطها.. عبدالقادر الحيمي.

تواصلت حدة المعارك والعمليات العسكرية وتحتدم حول اديس ابابا عبر عدة محاور .

 المحور الشمالي :

تقدمت قوات دفاع التقراي TDF في شمال اديس ابابا بعد أن احكمت سيطرتها على مدينة ” شوروبيت” ( تعد ذات أهمية تاريخية وسياسية خاصة للامهرة لأنها مسقط راس الامبراطور ” منليك” مؤسس الدولة الاثيوبية وتولى بعده الحكم الامبراطور هاي سلاسى) وهى آخر مدينة في ولاية ولوا ” وشوا” التي تضم اداريا اديس ابابا.
وآخر الأنباء افادت عن تقدم قوات التقراي واحتلالها أمس ” درمابر” والتي تقع غرب دبر سينا الحصينة والتي يصعب المرور عبرها لانها حصينة بجبالها وموقع عسكري دفاعي ممتاز من الصعب اختراقه ومهاجمته وتتحصن فيها القوات الحكومية ، لكن التقراي لم يهاجموه تركوا قوة لحصاره بينما التفت حوله قوات الهجوم الرئيسية وتجاوزته الى درمابر وهي تتجه حاليا في الطريق الى دبري برهان وتبعد 50 كيلو متر من دبر سينا. بينما تبعد دبري برهان عن محيط اديس ابابا 130 كيلو متر و148 كيلو متر من اديس ابابا نفسها.

تعد دبري برهان هي المحور الرئيسي الذي سوف تدخل عبره قوات التقراي الى اديس ابابا كما دخلوها سابقا سنة 1991 عندما اسقطوا نظام منغستو هايلي مريم ووقتها أيضا تجاوزوا دبر سينا بالالتفاف حولها كما فعلوا امس .

عندما سقطت دبري برهان عام 1991م صرح الرئيس السابق منغستو هيلي مريم انه سوف يقود المعركة بنفسه ، لكنه بعد تصريحه مباشرة غادر اديس ابابا الى زيمبابوي حيث يقيم بها حاليا .
والان آبي احمد على نفس الخطى ومن المتوقع ان تكون محطته الأخيرة اسمرة او ابوظبي .

محور غرب وشمال غرب شوا:

هذه المنطقة تعتبر حاليا مسرح كبير بالكامل للعمليات العسكرية التي يقوم بها جيش تحرير اروميا OLA وتتقدم قواتهم الى الشمال والشمال الشرقي لتلتقي مع قوات التقراي لتحرير ما تبقى من مناطق ومدن  وبالإضافة إلى قطع طريق بحر دار اديس ابابا . من المتوقع ان تكون وجهة قوات الاورومو النهائية السيطرة على ” دجن” على حدود اقليم اروميا وهي آخر مدينة في ولاية ” قجام” التي  بها بحر دار عاصمة اقليم امهرة .

هناك أيضا معلومات مؤكدة عن تقدم قوات OLA ومن مناطق غرب هرر واقتربت كثيرا من مدينة ” اواش” العفرية ومدينة ” مطهرة” اى الطاهرة وهي مدينة اورومية.

” اواش” اهميتها الاستراتيجية في المعارك الدائرة حاليا في انها ملتقى طرق رئيسية وتتحكم فيها ، هي نقطة التقاء الطريق الاستراتيجي القادم من جيبوتي الى اديس ابابا ، وأيضا الطريق الآخر المؤدي من هرر الى اديس ابابا .
بالتالى OLA في الطريق الى ان تحقق الاستيلاء على ” اواش” وهو هدف استراتيجي قطع طريق جيبوتي اديس ابابا وهو الطريق الذي تمر منه 90% واردات وصادرات اثيوبيا عبر ميناء جيبوتي كما يؤدي الى قطع الأورومو طريق ميناء بربرة الصومالي – اديس ابابا والذي يمر عبر ” جيقجقا” – ” هرر” وبالتالي يطبق الحصار على اديس ابابا بشكل محكم وقوي، ولن يكون بالامكان الدخول او الخروج من اديس ابابا الا عبر بوابتها الجنوبية ، اي مناطق ” دبرزيت” و ” نزاريت” .

من هذا السياق يتضح بكل جلاء أن قوات تحرير شعب اوروميا OLA ووفق انباء وردت سابقا ، بانه تم اتفاق بشكل مسبق بين OLA و TDF ان القوات الرئيسية التي سوف تدخل اديس ابابا على قوات الاورومو OLA , وفى يقيني ان اسباب ذلك تعود الى أن الاورومو لديهم حاضنة شعبية ضخمة في اديس ابابا وهي مدينة انشاتها ملكة اثيوبية في قلب الأراضي الاورومية ويطلقون عليها اسم ” فيني فيني” الذي صار اسمها رسميا العاصمة الاثيوبية بمرسوم دستوري وطيلة سنوات آبي احمد شهدت العاصمة الاثيوبية صراعات واشتباكات دامية عديدة بين ميليشيات ” فانو ” الامهراوية وبين نظيرتها الاورومية ” قيرووو” حول السيطرة وتبعية العاصمة الاثيوبية . كما ان التقراي فقدوا حاضنتهم الشعبية في اديس ابابا بعد اقصائهم من السلطة إضافة الى اعتقالات الآلاف من التقراي من سكان اديس ابابا خاصة في الشهرين الاخيرين .

اعلن آبي احمد عن توجهه الى الخطوط الأمامية ليقود المعارك بنفسه ، لكن من المتوقع ان يتوجه الى محور العفر لأنه يعتبر اكثر امنا وامانا له ، وليس من المتوقع ان يتجه الى أي محور آخر ، وذلك بعد أن تدهورت كثيرا علاقته مع حلفائه الامهرا ، لكي يقوم باخراج مسرحيته الهزيلة لرفع الروح المعنوية لجنوده.