ياسر الفادني يكتب: عليكم الله خليكم… عاقلين.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس

من أعلى المنصة…. ياسر الفادني

يحكى أن شابا إسمه عصام له عربة فارهة ، ذات مرة اصطحب معه حبيبته ، وحدث احتكاك اثناء السير بينه وبين عربة شخص إسمه (القلع ) الذي يحمل في ظهر (بوكسيه ) عددا من العساكر حملهم معه ليحي سنة فضل الظهر ، وقفا الإثنان معا لرؤية ما أصاب عربتهما من جراء الاحتكاك ، القلع بادر بالإعتذار وطلب العفو.. لكن الشاب عصام اشتط غضبا وزاد غضبه أنه كل مرة تقول له حبيبته : (وريهو ياعصام )…. ويتكلم بغضب والقلع يعتذر وهذه تقول له 🙁 وريهو ياعصام)…. فاخرج عصام بطاقته وقال للقلع :معاك النقيب عصام نمشي القسم طوالي الان (يعني عصام وراه خلاص )…. ، اظهر القلع لغة التسامح وقال له: ما في داعي ياابني المسالة بسيطة وأنا مشغول اعتذر مرة اخري ،فاصر عصام على رأيه حينها اخرج القلع بطاقته وقال له : معاك الفريق القلع فنزلوا العساكر من ظهر البوكس وحيوه وقالوا له (وريهوا ياالقلع) ! ،هذا الموقف ظلننا نشاهده في حياتنا العامة الكل يخرج بطاقته إذا حدث أمر جلل معاك فلان الفلان من الجهة الفلانية من كثرة الجيوش اصبحنا لا نفرق من هذا؟ ومن هذا ؟ واختلط الأمر علينا…
إنها الفتنة أن لم تحارب ،إنها القاصمة إن لم يكبح جماحها ،إنه الضياع إن لم يلحق ،إنها الفوضى العارمة التي تشبه كوارث طاغية عاد … وصرصر ثمود ، إنها النهاية التي إن حدثت نلطم وجوهنا ونبكي بدموع من حسرة على مافات…. مايحدث الآن من تصريحات وتراشقات داخل المكون العسكري ،بين الدعم السريع والقوات المسلحة وإصرار حميدتي على عدم إدماج قواته في الجيش واستعداد الإثنين ليوم كريهة….. يدعو إلى القلق وإلى التنبوء بالمصير القاتم الذي بدأ يلوح في الأفق السياسي والعسكري ،لا ننكر أن الاثنان لهما وجود ظاهر في الخريطة العسكرية لهذه البلاد التي تغير مناخها العسكري من معتدل سابقا إلى حار جدا ويمكن أن يتغير في لحظة من الزمان إلي عواصف تقتلع كل من تلاقيها..
الخلاف والاختلاف أبدا مهما كان…. لا يصب في استقرار هذه البلاد ،والتشفي السياسي الذي نراه من الخصوم قد ضيع البلاد، هذا الوطن عامين كاملين ويزيد لا يمسك زمامه عقلاء ولا فطناء ،إنها سياسة( العشواء) وأسلوب( امسك واقطع لي) وطريقة( صاحبي وصاحبك ) ! ،الكل يبحث أن (شلية) في (بلاد ابونا الخربت) ،وطن يعرض بضاعته الغالية والثمينة في (سوق القوقو) ،صرنا سياسيا نجيد الكذب على شعبنا المسكين،صرنا نجيد السواقة في الخلاء الفسيح تقمصنا شخصيات من ذئاب ونمور من ورق وثعالب ولم نفطن يوما أن ليس للثعلب دينا ….
الأمر عندما يصل إلى خلاف بين قوتين عسكريتين يمكن أن يؤدي إلي إحتراب والاحتراب يمكن أن يكون داخل الخرطوم وخارجها و(القصدير إن دور ليس هناك منتصر ومهزوم ) فالقتال خسران والا والأطراف التي تقاتل خسرانة…. لأن مايحدث من إراقة دماء بين الطرفين هو خسارة يدفع ثمنها الوطن وهو خسارة كبري ،الأبرياء الذين يقعون قتلي بينهم والحرب دائما مايقتل من ابرياء أكثر مايقتل من الطرفين المقاتلين.
مايحدث الآن من مسافة شقة بين القوات المسلحة والدعم السريع أعتقد جازما أن هنالك طرف ثالث يريد هذه الفتنة أن تقع يريد أن يضعف الإثنان معا و يريد أن تصبح هذه البلد كما صارت ليبيا وسوريا واليمن، لا يريد خيرا لهذه البلاد على الإطلاق ، فعليكم الله يا البرهان كونوا عاقلين ومتعقلين ولا تختلفوا فتفشلوا وتذهب وتضيعوا هذه البلاد التي سياسيا واقتصاديا وحكما قد ضاعت ،ولا تدعوا أن يكون شياطين الإنس والجن بينكم وكل يقول لأحد منكم (وريهو يا…..) ولكن نقول لكم في استقرار البلاد وعزة الوطن خير البلاد والعباد وفرض الأمن في ربوع السودان (ورينا يا البرهان) و(ورينا ياحميدتي) .

تعليقات
Loading...