العطش بمدن الوادي الأخضر .. أزمة متجددة اسبابها متعددة

تقرير :عبد الناصر محمد حسين

الحلول الجذرية لحل الازمة زيادة المصادر وتفعيل الخط القديم:
بحسب مهندسين فان المصادر الحالية لا تفي بقدر الحوجة الفعلية للمياه لمناطق الاسكانات خاصة حجم التعديات على الخط الرئيسي حيث ان هنالك قطاع كبير من منازل الاسكانات لم تصلها المياه لقرابة الثلاث اعوام خاصة المناطق المجاورة للترس الشرقي في مربعي الصحفيين و 15 بسبب ضعف المياه والتعديات وتواجدها في مناطق مرتفعة مما يتطلب زيادة المصادر بحفر ابار اضافية لتغطية حوجة الاسكانات من مياه الشرب خاصة وان المنطقة تتم فيها عملية البرمجة في توزيع المياه بالبلوفة يوم لمربع 15 ويوم للصحفيين.
ويرهن بعض المهندسين استقرار المياه بالمربعات بتفعيل الخط القديم من الناحية الجنوبية لضمان توزيع المياه من المناطق المرتفعة للمناطق المنخفضة اي بطريقة هندسية ، ومعالجة شكل الشبكة بحيث توزع المياه من المناطق المرتفعة للمناطق المنخفضة بحيث تعتمد مناطق التعدي على مياه بخط راجع من الخط الرئيسي بدلا من اعتمادها على الخط الرئيسي عشرة بوصة فتتوجه المياه لاخر رقعة في الاسكانات ثم تعود بخط راجع لمناطق التعديات وذلك لوجودها في مناطق جغرافيتها اكثر انخفاضا من مربعات الاسكان.
وجزم مهندسون بحل مشكلة العطش في الناحية الشرقية بضرورة ربط الشبكة الجديدة من منطقة لفة ابنبق ليتجه الخط شرقا من الناحية الجنوبية للمربعات حتى الحد الفاصل بين الصحفيين ومربع 21 ليقترن بمدخل الخط القديم.
صندوق الاسكان يصمم شبكة مياه هندسية:
عود على بدء ولإلمام المعنيين بأصل المشكلة فقد اقام صندوق الاسكان مجموعة آبار خاصة لاسكانات الوادي بمنطقة تلال التي تبعد سبع كيلو مترات من مربعات الوادي الاخضر وكان الخط الرئيسي يتجه شرقا من تلال ليصل حتى الخولاب شرقا ثم يتجه شمالا في اتجاه الاسكانات حتي يقترن بمنتصف مربعي الصحفيين و ال21 اي الحد الفاصل بين المربعين من الناحية الجنوبية، ليتم توزيع المياه للمربعات من مناطق مرتفعة إلى المناطق المنخفضة مما يساهم في التوزيع العادل لحصة المياه، كما وضعت شبكة هندسية داخلية عادلة للمياه الوادي بمربعاته الاربعة وكانت المنطقة انذاك تشهد كسورات في خطوط المياه من قوة ضغط واندفاع المياه .
بداية المعاناة:
بعد انتهاء الأقساط الشهرية لمنازل الاسكان الشعبي اوكل صندوق الاسكان مهمة عملية الاشرف على الابار وخطوط الشبكة لهيئة مياه شرق النيل.
بعد اشراف الاخيرة على ابار الاسكانات جعلت جل همها تغطية كل الرقعة الجغرافية للمناطق التي قامت مؤخرا بالوادي الأخضر والتي تقع بمحازات مربعات الاسكان باعتبار انها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن مياه منطقة شرق النيل بكل مساحتها الجغرافية بما فيها مربعات الاسكان التي صممت الشبكة من اجلها كخدمات طبيعية للمربعات ، دون التفكير في توسيع الشبكة او زيادة المصادر معتمدة في حلولها علي مصادر وشبكة الاسكانات لسقيا المناطق المجاورة والحيازات و خصما على مياه وشبكة الاسكانات كما تدخلت في تغيير الشبكة الداخلية حيث كانت توزع المياه للمربعات الاربعة عن طريق بلوفة لتوزيع المياه بعد ضعف المياه بسبب التعديات على الخط الرئيسي حيث كانت تتحكم في البلوفة لسقيا المربعات بنظام البرمجة بساعات زمنية ودوامات لضمان التوزيع العادل .
وبعد تعطل بعض الابار التي اقامها صندوق الاسكان الشعبي اقامت الهيئة خط جديد رئيسي للمياه من تلال بمحازات شارع الاسفلت الرئيسي بدلا من الخط القديم مما جعل الخط اكثر سهولة وعرضة للتعديات لمروره باكبر قدر من مناطق الحيازات مقارنة بالخط القديم الذي كان يمر بمناطق معينة.
*مقارنه بين خط الشبكة القديم و الجديد:*
الخط القديم كان يغذي مربع الاسكانات من الناحية الجنوبية لتقترن بخطوط الاسكانات من الناحية الجنوبية بمنتصف المربعات السكنية بين الصحفيين ومربع ال21 اي من المناطق المرتفعة للمنخفضة .. الطريقة الهندسية المعهودة التي كانت تساهم في توزيع المياه بعادلة بين المربعات بينما اقترنت شبكة الخط الجديد الذي حل مكان الخط القديم مع خطوط الاسكانات من الناحية الشمالية للاسكانات مما جعل توزيع المياه ينساب من المناطق المنخفضة للمناطق المرتفعة بعكس قانون الطبيعة والطرق الفنية و الهندسية للشبكة التي صممها الاسكان الشعبي وليجعل من الخط الهندسي خط عشوائي وغير عادل في التوزيع فخرجت على اثرها معظم مناطق الاسكانات عن خدمة المياه ..
وامتدت ايادي خفية للشبكة وخرج مربع ال21 من عملية برمجة وتوزيع المياه عبر البلوفة التي كانت تتحكم في توزيع المياه بطريقة عادلة بين المربعات واصبحت عملية توزيع المياه بالبلوفة مختصرة فقط على مدينة الصحفيبن ومربع 15 حيث ينعم مربع 21 على مدار ال24 ساعة بالمياه كغيره من مناطق التعدي .
وكثرت التعديات على الخط الرئيسي واقيمت مشاريع زراعية على امتداد الشارع الرئيسي التي اعتمدت على مياه الاسكانات .
اسهامات لجان الخدمات مربعات الاسكان لحل ازمة المياه :
عقدت لجان الخدمات مع حماية الاراضي شرق النيل اجتماعات كثيرة لازالة التعديات وصدر قرار حاسم من حماية الاراضي بازالة التعديات على الخط الرئيسي للمياه الا انه لم ينفذ لتدخل بعض الجهات في تعطيل القرار..
فكرت لجان الخدمات في زيادة المصادر وسعت مع الجهات المسؤولة في اقامة بئر جديدة والتي اكتملت عملية الحفر فيها قبل اكثر من عامين تقريبا ولم تدخل الخدمة حتى اللحظة لسلحفأئية العمل و الاجراءات الروتينية الحكومية ..
زيارة والي الخرطوم لمدينة الصحفيين :
تصاعدت الحملات الاعلامية تبعا لتصاعد ازمة مياه الشرب لدرجة عدم تمكن المربعات من وجود مياه لغسل جنائز أو مياه لإطفاء الحرائق حيث لم تسطع المربعات من اطفائها بسبب ازمة المياه لولا تدخل بعض الخيرين ، زار والي الخرطوم المكلف محمد عثمان مدينة الصحفيين نهاية شهر رمضان المنصرم وبرفقته عدد من الضباط الاداريين بمحلية شرق النيل ومدير مياه ولاية الخرطوم الباشمهندس العجب ومدير مياه شرق النيل الباشمهندس محي الدين عبد الله وعدد مقدر من المهندسين اثر تصاعد الازمة ووقف على طبيعة المشكلة ووجه بحل الضائقة فقامت الهيئة بتكملة بعض اجراءات البئر الجديدة والتي توقف العمل فيها قرابة العامين واعدت التشبيكة الخاصة بها مع الخط الرئيسي وتركت امر توصيل الكهرباء فيها لشركة وقع عليها العطاء بعد عيد الفطر مباشرة ونسبة للاجراءات الروتينية المملة لم تدخل الخدمة بالكهرباء حتى اللحظة، وناشدت مدينة الصحفيين والي الخرطوم المكلف عبر الصحف اليومية والمواقع الالكترونية بالتدخل العاجل لحل مشكلة البئر الجديدة المعول عليها حل الضائقة ولكن لم تشهد المنطقة اي حلول جذرية منذ زيارة الوالي ومهندسي هيئة المياه. 
ويقول مدير مياه شرق النيل محي الدين عبد الله ان البئر الجديدة ستعمل بالكهرباء حال استجابة الهيئة القومية للكهرباء لخطاب الطلب بتصديق عداد لها وتقول مصادر مقربة لهيئة المياه ان البئر الجديدة تحتاج لعداد كبير وذلك يتطلب مناقصة جديدة لتركيب العداد مما يعقد عملية ضخ البئر بصورة عاجلة وقد تستغرق شهور اخرى لعملية الضخ .
ازمة متجذرة:
تشهد منطقة الوادي الاخضر عطش وازمة مياه بصورة متكررة لعدم استقرار عمل البئر الرئيسية العاملة بسبب الاعطال الكهربائية التي تحدث بين الفينة والاخري بسبب اعتمادها على (كيبل) كهرباء مصنوع من الالمونيوم بحسب مهندسين ورجح مهندسون ضرورة استبداله ب(كيبل) كهربائي من النحاس للجودته العالية في تحمل الاعطال الكهربائية لضمان استقرار العمل.
توقف البئر الرئيسة عن العمل :
شهدت المنطقة عطش وازمة مياه بجميع المربعات بسبب توقف البئر الرئيسة عن العمل وعدم استجابة هيئة الكهرباء لمناشدات هيئة مياه شرق النيل في كل مرة مما جعل من المنطقة سوقا كبيرا لعربات الكارو والتناكر التجارية بسبب الازمة وبلغ سعر البرميل الواحد ما بين الفين الي ثلاثة آلاف جنيه مما شكل عبئا اضافيا على انسان المنطقة برغم الظروف الاقتصادية الصعبة وعبئا اضافيا مع اعباء وضغوطات مصروفات الحياة اليومية .
وناشد المواطنين والي الخرطوم المكلف بالتدخل السريع والعاجل لحل مشاكل الابار التي توقف العمل بها بسبب الاجراءات السلحفائية .

تعليقات
Loading...