صديقة محمد علي ل(مرايا برس) -أنا ضد تجنيس الكتابة. -فخورة وسعيدة بشباب أم روابة ولكن.

حوار:رحاب محمد عثمان

شاعرة وقاصة وأكاديمية ، مشاركة بفاعلية في المشهد الثقافي السوداني ، ذات مرة اكتشفت هذا الكائن الحي يجري في أوردتها ، وينثال على أوراقها نظما وإبداعا ، تؤمن أن بإستطاعة الشعر أن يمارس دوره في طرح القضايا الإجتماعية بأسلوب متميز ومغاير.ماأدار إليها الأعناق مؤخرا ، وجعلها مثار حديث النقاد والقراء هو إصدارها لمجموعة قصصية وأخرى شعرية في آن واحد.
الشاعرة صديقة محمد علي تحدثت عن مخاض البدايات ، وعبقرية المكان ، ودعم المبدع ، وقضايا أخرى تجدونها في ثنايا الحوار.

-ملامح الميلاد والسيرة؟

صديقة محمد علي جادين ، ولدت ونشأت في مدينة أم روابة بشمال كردفان ، تحفها الطبيعة الخلابة من كل اتجاه ، وترتع في وديانها الحيوانات الأليفة من غزلان وأرانب ومواشي، وعلى أشجارها الوارفة طيور بكل أنواعها ، وتجري في رمالها مياه رقراقة عذبة تنساب إلى الدواخل ، فلا يملك الإنسان إلا أن يترجم هذه المعاني في كلمات ومفردات شاعرية.
نشأت في عائلة تهتم بالعلم والثقافة والخطابة والكتابة ، لديها نفائس الكتب ، في حوش يعرف بحوش العمدة علي جاد الله ، به كل مقومات  ومكونات البيئة الأدبية ، وهذه إحدى نعم المولى عز وجل.
-هل تجدين صعوبة في الكتابة؟
الكتابة عندي شيء لم يكن صعبا ، أكتب الشعر بالعامية والفصحى ، وأكتب القصة القصيرة والرواية، ولدي مجموعات تحت الطبع؟
-محطات حياتية؟
تنقلت مع شقيقتي وهي معلمة في عدد من المدارس بمحلية أم روابة ، وتلقيت دراستي الإبتدائية والمتوسطة والثانوي بها ، ثم إنتقلت إلى أم درمان حيث تخرجت في جامعة أم درمان الإسلامية تخصص إعلام ، وحصلت على الماجستير في علم الأديان ، ونشرت عدداً من المقالات في صحف محلية وعربية في مجال الإعلام والأديان ، وأعمل حاليا محاضرة بجامعة أم درمان الإسلامية قسم مقارنة الأديان.

-خلا ديوانك من سيرة ذاتية أو تعريف بمسيرتك الإبداعية ، فكأنك راهنت القارئ ؟

لدي علاقة حميمة مع القارئ، لذلك تركت له المقدمة يترجمها في خياله كيفما شاء ، فالشعر ينساب مثل الماء العذب لايحتاج إلى مقدمة ليدخل في الحشا كما يقولون.
نعم راهنت على إنتاجي للقصة والشعر لتكون إطلالتهما على القراء في وقت واحد حتى لايطغى أحدهما على الآخر ، بالرغم من أن أمر الطباعة تأخر كثيرا.

-تدشين ديوان شعر ومجموعة قصصية لكاتب واحد ، وفي ليلة واحدة أمر مدهش ومحير ؟

لكل أجل كتاب ، فالشعر والكتابة عموماً موهبة من الله ، أسأل الله أن يوفقنا لنجمل بالكلمة حياتنا ، ونسير على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وكما ذكرت فإن علاقتي بالكتابة بدأت في أم روابة ، لأن العائلة كلها تقريباً تكتب الشعر وتتذوقه ، ونتجادعه في كثير من الأوقات .. الشعر والقصة جناحاي أحلق بهما في عوالم الخير والحب والجمال.

-هل كان لأم روابة حضور في تدشين منتوجك؟
نعم. وتدشين كتبي في الحقيقة قامت به مجموعة صغيرة جداً من شباب  ( عروس النيم ) أم روابة في قاعة الشارقة ، وللأسف الشديد لم تلبي أي جهة حكومية إتحادية دعوتي لحضور الفعالية ، لكن هذا غير مستغرب ، أنا فقط سعيدة بأهلي من مواطني أم روابة جميعهم ، وفخورة بهم ، لأنهم أهل الكرم وأهل المعرفة.

-لايزال المبدع السوداني لا يأكل من عرق لسانه ، ومايزال يطبع إنتاجه على نفقته بعيدا عن الدعم الرسمي؟

المبدع ياعزيزتي رحاب يعاني مايعاني ، فضلاً عن معاناة الكتابة نفسها والتي يصفها البعض بحالة المخاض ، فهي تأتي في ظروف قاسية ،موحشة ومهلكة ، كونك تعصركل  فكرك ، وتنزوي في أقصى الأركان لتخرج قطعة فنية تبهج النفس ، وتسعد القلب ، وتجعل الوجه يتهلل دهشة وفرحا .. تتسرب تلك الكلمات لتحيل حياتك ، ولو للحظات إلى محبة وسرور ، فيتغير سلوكك ومشاعرك نحو الأفضل ، وتصبح عنصرا إيجابياً وفاعلا .
-يعاني الكاتب السوداني من إرتفاع تكاليف الطباعة؟
الكتابة في السودان أمر شاق وعسير ، كثير من المبدعين يعانون من عدم القدرة على توصيل كتاباتهم للجمهور بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة والنشر ، إن لم يكن لك علاقة بالمسؤولين سيكون الإنتظار طويلا ، وإلا اعتمد على نفسك .. لايوجد دعم ولاعائد سوى التمسك بحبال الصبر ، ويبقى الطبع بدافع التوثيق وحفظ الإنتاج فقط !

-كيف تنظرين لمفهوم الأدب النسوي ؟

الكتابة لاتتقيد بنوع أو جنس المبدع ،  فهي إلهام وفن ، وموهبة للمبدع أو المبدعة وممارسة هذا الفن وجودته هي التي تحدد عنصر الإبداع .. أنا ضد تجنيس الكتابة، فالتعبير والمشاعر لاتحتاج إلى تفسير ، ربما يجنح إحساس  الكاتب نوعا ما لجنسه، من باب الجنس للجنس رحمة ! وتكون هناك رسالة ما، أود توصيلها من خلال النص ، وهذا ما اكتشفه الناقد عز الدين ميرغني في تحليله لمجموعتي القصصية (عفو الخاطر) .

تعليقات
Loading...