في أدب السيرة..الأستاذ ود الفضل يكتب: محطات في مسيرة الحياة(٤)

الخرطوم :مرايا برس

أما بالنسبة لتدبير المصاريف والملابس للدراسة،بعد أن تم قبولي، فقد كنت أعمل في الإجازة من المرحلة الوسطى، فقد عملت بمنطقة الحاج عبدالله مع الشريف بابكر ود ابوعشة في الحواشات (نثر الملح) وكان صديقا للوالد ، وفي الثانوي عملت بمشروع عبدالفراج البك بمنطقة كساب جنوب وكنت أقطع المسافة من سنار الى كساب عبر الخزان أربعة عشر كيلو مترا سيرا على الأقدام جيئة وذهابا يوميا . ثم عملت مع جابر ابوالعز عداد في تشييد كباري ترعة المناقل عام ١٩٥٧م، ثم عملت مع حملة مكافحة الملاريا بمنطقتي الروصيرص وقيسان، ولابد هنا من ذكر دور أخي الفضل الذي كان يعمل بالقضارف فكنت أذهب إليه أحيانا منذ المرحلة الوسطى فجزاه الله خيرا على ما قدم وتقبل منه ورحمه.
إن المتتبع لمسيرة تعليمي في المرحلة الوسطى والثانوي لابد أن يجد المعاناة، ولكن الأهم من ذلك هو حرص الوالد والوالدة رحمهما الله على مواصلة مسيرة التعليم، رغم حصار كبار القرية من أهلنا واصرارهم على عدم سفر ابنهما لخارج القرية للتعليم لحاجة في صدورهم.
رحم الله كبارنا فقد حرموا القرية من التحاق اثني عشر طالبا تم اختيارهم لكلية غردون للتخرج في السلك الإداري، نواب مآمير ، ولذلك لم يكن التعليم رغم كلفته المادية بمنجاة من عراقيل أهلنا من كبار السن في القرية، ولكن نجاح التجربة كسر قيد التقاليد والخوف لايجابيتها بحيث شجعت على التعليم الذي سافر له التلاميذ من بعد لأغلب المدن من حولهم مثل السوكي، ود الحداد، مدني وسنار.

تعليقات
Loading...